“لا تشبه البدايات شيئاً مثلما تشبه صعود الجبل، أما النهايات فلا تشبه شيئاً مثلما تشبه التدحرج عنه”

قررت هذه الفترة إعادة سلسلة الملهاة الفلسطينية بحسب تسلسلها التاريخي، كنت قد قرأت بعض روايات السلسلة مسبقاً بغير ترتيب. هذه السلسلة تصور شيئاً من الحياة الفلسطينية على أزمان مختلفة.

وتبدأ السلسلة تاريخياً برواية قناديل ملك الجليل⭐️⭐️⭐️والتي تدور أحداثها في نهاية القرن السابع عشر وبداية القرن الثامن عشر وفي زمن الدولة العثمانية، وعنوان الرواية يحمل لقب بطل الرواية ظاهر العمر، وهي شخصية حقيقية استند إبراهيم نصر الله على تاريخها في كتابة هذه الرواية، بالنسبة لي وأعتقد أن الكثيرين أيضاً لم يعرفوا عن هذه الشخصية شيئاً لو لم يقرأو هذه الرواية، وأستغرب عدم شهرته بالرغم من أنه شخصية ثارت على الدولة العثمانية وأنشئ كيان مستقلاً عنها، وأحداث هذه الثورة هي ما كانت تدور حوله الرواية. بالنسبة لي كانت الشخصية محيرة هل هو بطل حقيقي أم هو مثل كل ثائر سياسي أم هو مزيج منهما وإن كان الروائي صوره بصورة البطل بل وبصورة أقرب إلى البطل المثالي, وإن لم تعجبني هذه المثالية -ولا رغبت لي هنا بمحاكمة الشخصية-، وإن كان ظاهر العمر بطل الرواية فبطلتي فيها هي نجمة العمر أحببت بساطتها وأحببت علاقتها بالأرض وأحببت قدميها الحافيتين، من أكثر المشاهد التي علقت في نفسي لها عندما اضطرت للبقاء طويلاً على ظهر الخيل الواقف أمام خيمة الوزير وفي منتصف المشهد نزلت ومرغت قدميها في التراب ثم عادت إلى ظهر الحصان وسط ذهول من يراقبها من الحارس، مشهد غريب لكن ستفهمه حينما تفهم نجمة.

الرواية سلسة وجيدة في أحداثها، استطاعت نقلي إلى ذلك الزمان، وأعتقد أن إبراهيم نصر الله بذل فيها جهداً كبيراً واستخرج تاريخاً مجهولاً للكثيرين.

إن أسوأ فكرة خطرت للإنسان: أن يكون بطلاً في الحرب؛ وهناك ألف مكان آخر يمكن أن يكون فيها بطلاً حقيقياً”

إقرأ المزيد «